نفس الإنسان هي ذاته، هي كيانه ووجوده في هذه الحياة، وهو أول ما ينبغي على الإنسان معرفته، فهل كل إنسان يعرف ذاته، وما هي مقومات هذه المعرفة، وما عناصرها؟.
ثمة أصنافٌ للنّاس في تعاملهم، ومعرفتهم لأنفسهم، فنجد قسماً من النّاس يجيدون معرفة أنفسهم، ويجيدون بذلك معرفة رسالة وجودهم في هذه الحياة، وغاياتهم، ويبنون نشاطهم وسلوكهم، ومواقفهم الحياتيّة المختلفة، تبعاً لهذه المعرفة، ونجد قسماً آخر من النّاس، في غيبوبةٍ تامّة وجهلٍ مطبقٍ عن معرفتهم لذاتهم وأنفسهم، فيجهلون بذلك رسالة وجودهم، والغاية منه، فيخبطون في الحياة خبط عشواء.
نجد قسماً آخر معرفتهم لأنفسهم جزئيةٌ، تقتصر على جوانبٍ معينةٍ من الحياة، وهي الجوانب المتعلقة بالحياة، وعناصرها، فنجدهم يركزون على الأكل والشرب، والشهوات، وهذا هو غاية وجودهم، وأفق تفكيرهم، وبالتأكيد هذه نظرةٌ قاصرةٌ عقيمةٌ، وصفها القرآن الكريم بدقة في قوله تعالى:" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ "( الأعراف:179).
المعرفة السليمة الصائبة للإنسان لنفسه، ترتكز على أسس، منها:
إليك أيها الإنسان.. أنت لست مجرد كائن، يدب على هذه الحياة، ويتمتع بمقومات الحياة الأساسيّة، من أكل وشرب، وقضاء شهوات وغير ذلك، بل أنت أعظم من ذلك بكثير، أنت نفحةٌ مكرّمةٌ، لك رسالةٌ ساميةٌ عظيمةٌ، وفقهك لهذه الرسالة، هو سعادةٌ لك، وللكون من حولك، رزقنا الله معرفةً سليمةً بأنفسنا، وبصرنا بعيوبنا، وهدانا سبلنا.
المقالات المتعلقة بكيف أعرف نفسي